خاطرة دعوية ( اقرأها بارك الله فيك )
زماننا.. آه زماننا ..
في صغرنا درسنا أن الإسلام جاء بعد جاهلية مظلمة عاش فيها الإنسان كما حيوان على وجه الأرض.. يعيث في الأرض فسادا ، يستعبد بني جلدته ، يزني بالحرمات ، يسكر ، يفسق ، يبطش ، يقتل الطفلة الرضيعة ، يتخذ من دون الله آلهة يرجو عفوها ورضاها. والنساء كاسيات عاريات ، ينعدم الشرف لدى جلهن وما إلى ذلك من الصفات التي جاء الإسلام ليطهر الإنسان منها .
سؤال: ألسنا اليوم نعيش في جاهلية ؟
الكذب، النفاق، البهتان، الافتراء على الناس، مس أعراض الشرفاء، نساء كاسيات عاريات، أغنياء يسحقون الشريف الفقير سحقا،
الفسق و الفُجر في كل مكان. شباب يسب أبويه ، يقضي نصف الليل يحاول إغواء هاته أو تلك ، شابات لا تتردد في نشر صورهن شبه
عاريات على الملء لتحصل على تعليقات ترضي غرورهن. متعلمون بلغوا من العلم قسطا وافرا لا تطأ جباههم الأرض ولا تنوي ذلك .
رجال ونساء يتباهون بآخر السيارات ، الهواتف ، الملابس ، العمارات كأن الموت غير وارد. شباب مستعد للقتال إن أنت ذكرت
محبوبته البارصا أو الريال بسوء ، يبكي لخسارة إحداهما لا يحرك طرفا عند الآذان ، لا يهزه صوت القرآن ، لا يحركه موت بني
جلدته على قنوات التلفاز.
يفرح لنزول آخر ألبوم لهذا أو هذه.. لا يتردد إذا ما سئل عن أفضل شخص لديه في قول " المغني فلان أو اللاعب فلان أو الممثلة
فلانة ..." . أليست هذه هي آلهة العصر الحديث، استبدلنا الحجر والأصنام بأشخاص ليس إلا. ألسنا إذا نعيش في جاهلية ؟
هؤلاء الذين تحدث عنهم ليسوا أشخاصا آخرين لا علاقة لنا بهم. إنهم أنا وأنتَ وأنت أختي أخي القارئ. ماذا جرى لنا ؟
هل أمنا مكر الله ؟ " لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" . أم أننا ضمنا عيشا مديدا سنختمه بالتوبة ... ألا يفكر أحدنا عند نومه
ليلا أنه قد لا يستفيق أبدا ، أن روحه قد تقبض في تلك الليلة - إنك لا تدري إذا جن الليل أتعيش إلى الفجر - . لقد قررت كتابة هذا الموضوع
لما استفزني من صور بعض الأخوات في نشر صورهن بملابس النوم على الفيسبوك ، لأن بعض أصدقائي قد بلغ أواخر العشرينات
دون أن يبدأ الصلاة ، لأننا صرنا نتعصب لكرة القدم والغناء أكثر من تعصبنا لديننا وشرف إخوتنا الذي يهتك صباح مساء.
إننا على مشارف رمضان ولا يدري الواحد منا أيعيش ليصومه أم لا، فلنجدد إخوتنا الكرام إيماننا و لنراجع سلوكاتنا ، ألسنا نفحص الحاسوب يوميا لنتأكد من خلوه من الفيروسات فلم لا نفعل بالمثل مع أنفسنا لنتخلص من بعض العادات التي سوف لن تجني علينا سوى الويلات .
ألسنا نقترح العديد من الأغاني والصور والفيديوهات على أصحابنا في الفايسبوك ، فلم لا نقترح عليهم من حين لآخر موعظة أو صفحة دينية ، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني ولو آية". إن الموت إخوتي الكرام لا تشعر أحدا، كم أوصلنا من إخوتنا إلى
المقابر وعدنا ، أفلا ندرك أننا إليها كذلك ماضون، أفلا نتزود بالتقوى ، أفلا نشكر الله على ما آتانا من نعم،
أفلا نستغل الانترنت في التعرف على الله وعلى دين نبيه بدل التعرف على حياة المغنيين والممثلين ،
أفلا نستــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيقظ من سباتنا ...؟
تفضل رجاءًا بتعميم هذه الموعظة وجازاك الله خيرا ، اللهم لا تتوفني إلا وأنت راض عني، اللهم ارزقني
حسن اتباع سنة نبيك ومنهاج قرآنك ، اللهم ارزق إخوتي الهداية والتوبة قبل رمضان ،
اللهم ارزق كل من ساهم في نشر هذه الموعظة ذرية طيبة تعبدك لا تشرك بك شيئًا .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته